كلمة السر (200).. دوري محمد صلاح «الإنجليزي سابقًا»

يعيش الدولي المصري محمد صلاح حالة من التوهج الفني بين جدران قلعة آنفيلد مع بدايات الموسم الجديد 2025-2026، حيث برهن مبكرًا على دوافع تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحفر أسمه بين أساطير كرة القدم في بلد الضباب.

محمد صلاح الذي قص شريط الموسم على نحو محبط بعد خسارة الدرع الخيرية لصالح كريستال بالاس، نفض غبار ضياع أول الألقاب سريعًا، ليقود ليفربول لتحقيق فوز ثمين على حساب بورنموث في الجولة الافتتاحية من البريميرليج برباعية مقابل هدفين، والتي بصم خلالها على أول أهدافه في المسابقة.

الهدف لم يكن مجرد بصمة في رباعية مثالية في افتتاح موسم ليفربول، وإنما بات محمد صلاح الهداف التاريخي لجولة الافتتاح عبر تاريخ الدوري الإنجليزي برصيد 10 أهداف، كما تصدر قائمة المساهمات التهديفية في الجولة الأولى بـ15 مساهمة بين تسجيل وصناعة.

وحرّك صلاح عداد المساهمات التهديفية إلى الرقم 271 على مدار 289 مباراة بقميص ليفربول في الدوري الإنجليزي، بواقع 185 هدفًا و86 تمريرة حاسمة، ليقف على مرمى 5 مساهمات فقط من صاحب الرقم القياسي مع فريق واحد في تاريخ البريميرليج، والمسجل باسم فتى مانشستر يونايتد الذهبي واين روني.

ومع دوران عجلة الأهداف على نحو معتاد في أول جولات الدوري الإنجليزي، برهن محمد صلاح على أنه سلاح ليفربول الفتاك من أجل الحفاظ على اللقب للموسم الثاني تواليًا، وحجر الزاوية في مشروع آرني سلوت الذي تخلص من العديد من الحرس القديم طوعًا أو كرهًا.

وفي ظل التدعيمات الكثيرة التي جلبها سلوت وتخلص في مقابلها بأسماء من حجم لويس دياز وداروين نونيز، إضافة إلى رحيل الصادم ديوجو جوتا عن عالمنا، بقي صلاح رأس مشروع الريدز لتعبيد الطريق نحو منصات التتويج، وبالفعل كان في الموعد ليحافظ على سلسلة ليفربول الإيجابية في الافتتاح، بعدما تجنب الخسارة في آخر 13 مباراة له في الجولة الأولى من البريميرليج، محققًا 10 انتصارات و3 تعادلات.

هدف بورنموث منح محمد صلاح معادلة رقم النجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، هداف مانشستر سيتي السابق، بعدما رفع رصيده إلى 105 أهداف على ملعب أنفيلد في الدوري الإنجليزي، في المركز الثاني على لائحة أكثر لاعب تسجيلًا على ملعب واحد في تاريخ المسابقة، وبات يهدد بقوة متصدر القائمة أسطورة آرسنال تيري هنري بـ114 هدفًا على ملعب «هايبري».

كلها هذا وأكثر حدث بعد جولة واحدة فقط من افتتاح الموسم الجديد، لينذر بما هو قادم من الفرعون المصري العازم على احتكار الأخضر واليابس في المسابقة العريقة، ولما لا وبورنموث دائما ما يكون وجه السعد على «مو»، حيث هز شباكه 12 مرة، ضمن 3 فرق سجل فيها هذا العدد وأكثر، وهم مانشستر يونايتد (13)، توتنهام هوتسبير (12).

الأرقام القياسية تحب محمد صلاح بقدر ما يحبها وربما أكثر، حيث أكمل البداية المثالية لموسم يبدو استثنائيًا في مشوار الأيقونة المصرية، بالتتويج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا عن موسم 2024-2025، المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين، ليواصل ترسيخ مكانته كأحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية.

صلاح حصد الجائزة المرموقة عن جدارة واستحقاق بعدما لعب دورًا محوريًا في قيادة ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، حيث كان القائد الهجومي الأول للفريق وأحد أبرز أسباب استعادة الريدز لعرش البريميرليج.

وتفوق صلاح في سباق الجائزة على أسماء لامعة في الكرة الإنجليزية، أبرزهم: برونو فرنانديز نجم مانشستر يونايتد، ألكسندر إيزاك هداف نيوكاسل يونايتد، أليكسيس ماك أليستر زميله في ليفربول، كول بالمر موهبة تشيلسي، وديكلان رايس نجم وسط آرسنال.

صلاح بات أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يحقق الجائزة 3 مرات، حيث سبق له الفوز بها في موسمي 2017-2018 و2021-2022، ليتفوق بذلك على أساطير اللعبة مثل تييري هنري وكريستيانو رونالدو وآلان شيرار وجاريث بيل وكيفين دي بروين، الذين فاز كل منهم بها مرتين فقط.

إنجاز النجم المصري الرائع والفريد جاء ليوثق حصاد أسطوري، خاصة بعدما بات صلاح ثاني لاعب في تاريخ الدوري الأقوى في العالم الذي يحقق الحذاء الذهبي 4 مرات، بعد تييري هنري الذي حصد الجائزة أعوام 2002 و2004 و2005 و2006، ليحتكر عن جدارة جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة الكتاب الإنجليز، وجائزة أفضل صانع أهداف في المسابقة ذاتها، بعدما نجح في صناعة 18 هدفاً.

وعادل صلاح الإنجاز التاريخي المسجل باسم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، بعدما نجح في الجمع بين 3 جوائز الأفضل الثلاث في إنجلترا في موسمين مختلفين، المقدمة من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، رابطة اللاعبين المحترفين، واتحاد كتاب كرة القدم في موسمي 2017-2018، و2024-2025.

وعانق كريستيانو رونالدو الجوائز الثلاث من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، رابطة اللاعبين المحترفين، واتحاد كتاب كرة القدم في موسمي 2006-2007 و2007-2008، وهو الإنجاز الذي بقيّ صامدًا على مدار 17 عامًا قبل أن يتحطم تحت أقدام مو صلاح.

ويقف محمد صلاح على عتبات إنجاز جديد وغير مسبوق، حيث يحتاج إلى تسجيل 13 هدفًا في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل كسر حاجز 200 في المسابقة، والتي جاءت بقميص ليفربول وتشيلسي، وهو الرقم الذي يعزز مكانة المصري كأيقونة كروية ليس فقط في إنجلترا وإنما على مستوى العالم،

الرقم (200) يمنح محمد صلاح الفرصة ليصبح أول لاعب غير بريطاني ينجح في الوصول إلى هذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ الدوري الإنجليزي، ورابع لاعب على مدار عمر المسابقة العريقة يحقق هذا المجد، بعد آلان شيرار الهداف التاريخي برصيد 260 هدفًا، هاري كين الذي سجل 213 هدفاً، واين روني 208 أهداف.. فهل يقدر «مو» على تحطيم مزيد من ثوابت البريميرليج؟